الثلاثاء، 2 يوليو 2013

منافسات قوية بين فيس بوك و صغار منتجين التطبيقات

بسم الله الرحمن الرحيم




احتدام المنافسة بين «فيسبوك» و«صغار» الإنترنت

ريتشارد ووترز من سان فرانسسكو
مع انتقال ساحة المعركة في الوسائط الاجتماعية إلى الهاتف، هل أصبحت فيسبوك على وشك أن تخسر الحرب لصالح المتَحَدِّين الصغار؟
ربما يبدو هذا أمراً مستبعداً بالنظر إلى الإحصائيات المثيرة للإعجاب حول الهاتف الجوال التي حققتها فيسبوك، والتي تشير إلى أن خُمس الوقت الذي يتم قضاؤه على الهواتف الجوالة يكون على موقع الشبكة الاجتماعية. وبحلول الربع الأول من العام الحالي كانت فيسبوك تولد 30 في المائة من إيراداتها الإعلانية من الجوال، بعد مرور سنة بالكاد على بداية تحقيق الأرباح هناك.
لكن هناك سلالة جديدة من تطبيقات الرسائل الخفيفة تهدد بإحداث اضطراب في هذا الوضع. وعلى خلاف فيسبوك، كانت هذه التطبيقات مصممة أصلاً لعالم الجوال ولم تتعرض للتغيير لتناسب الإنترنت. وبدأ معظمها من خلال محاولة استيعاب أحد التطبيقات الناجحة للجوال، وهو الرسائل النصية. لكن بعد أن أدمجت نفسها ضمن الهواتف، باتت شبكات الدردشة الجديدة عازمة على اقتناص مساحات من التطبيقات الأوسع في المجال الاجتماعي والألعاب والوسائط.
وفي الأسبوع الماضي ظهرت علامة على الآمال العالية بالنسبة إليها، كانت على شكل جولة تمويلية وضعت تقييماً مقداره 800 مليون على سناب تشات، وهو تطبيق يستخدم الصور عملة لرسائله.
والرسائل التي يتبادلها العملاء – غالباً مع تأتي معها طبقة من النص – تأتي ومعها حيلة لطيفة: وهي أنها تتلف نفسها بعد عشر ثوان أو أقل من فتحها.
ورغم أن سناب تشات بدأت في 2011 فقط، إلا أن إنستاجرام، التي تملكها فيسبوك، أخذت بالتضاؤل أمامها من حيث عدد الصور التي يتم تحميلها. ونحو ثلث الصور التي يتم مشاركتها على الإنترنت هذا العام ستكون على شبكة سناب تشات، وفقاً لما تقوله ماي ميكر، وهي محللة للإنترنت تحولت إلى صاحبة رأس مال مغامر.
وهناك مجموعة من التطبيقات القائمة على الرسائل تبين أنها واسعة الانتشار بالقدر نفسه. كما أن المنافسة الناشئة تبدو عالمية بالفعل، فالشبكات التي انطلقت تشتمل على وي تشات، ولاين، وكاكاو توك من آسيا، إلى جانب واتس آب وسناب تشات وفايبر. ومن شركات الإنترنت والجوال التي تضع أعينها على هذه السوق هناك فيسبوك وأبل، وكذلك بلاكبيري – التي يتوقع لها أن تفتتح خدمة الرسائل للاستخدام على أجهزة شركات أخرى.
وبدلاً من أن يستحوذ الفائز على جميع الغنائم، فإن هذا يتحول إلى سوق لها أنماط إقليمية وقبلية قوية. ويرجح لهذا الاتجاه العام أن يتعمق في الوقت الذي تسعى فيه حكومات البلدان للضغط على شبكات الرسائل التي لا تستطيع السيطرة عليها، أو مراقبتها، وفي الوقت التي تنتصر فيها التفضيلات الثقافية.
مثلا، شركة لاين استغلت الميل لاستخدام الوجوه التي تعبر عن عواطف معينة، وكان أقوى وجود له في آسيا، باستخدام "ملصقات" رقمية يضعها المستخدمون فوق الصور من أجل إضفاء طابع شخصي عليها.
وهناك بعض القادمين الجدد يركبون الموجة الفيروسية للانتشار الواسع، وقد تمتعوا ببداية قوية. يوجد لدى شركات وي تشات وواتس آب ولاين ما مجموعه 750 مليون مستخدم – وهو عدد المستخدمين نفسه الذي يدخل إلى تطبيق فيسبوك على الجوال. وهذه الخدمات ليست فقط ممتعة، ولكنها مجانية كذلك، ما يجعلها تتجاوز وتلتف حول الرسوم ذات الربحية الهائلة التي تتقاضاها صناعة الجوال من الرسائل.
لكن الاختبار الحقيقي لا يزال في بدايته فقط. فهل تستطيع تطبيقات الدردشة الانفلات إلى ما وراء الرسائل وفي الوقت نفسه العثور على سبيل لكسب المال في سوق رزئت بأنها ذات حواجز دخول متدنية للغاية، وباتجاهات جديدة من الصرعات، وانزعاج المستخدمين من تدخل الإعلانات؟
والتطبيقات التي من قبيل لاين ووي تشات تحركت إلى ما هو أبعد بوضع نفسها على أنها شبكات توزيع للتطبيقات الأخرى من خلال إضافة مزيد من المزايا الاجتماعية. وهذه الأنواع من التوجهات تعطي البعض فكرة حول الكيفية التي سيتم بها كسب المال.
وهناك حلم كان يراود الشركات منذ زمن طويل، وهو استخدام شبكات الرسائل لتوزيع المحتوى الرقمي. وهذا واحد من الأفكار التي كانت وراء استحواذ أمريكا أون لاين سيئ الطالع على تايم وورنر عام 2000. لكن تعريف المحتوى تغير منذ تلك الأيام.
والتطبيقات والسلع الرقمية تمثل الآن المحتوى الذي يرجح أن يكون الأوسع انتشاراً على الشبكات، والتي يرجح أن يدفع المستخدمون المال للحصول عليها. ومرة أخرى كانت الشبكات الآسيوية في المقدمة، سواء من خلال البنود الممتازة (التي تحتاج إلى اشتراك) ضمن الألعاب، أو تعزيز المحتوى، مثل ملصقات لاين. ويظل من غير المعروف إن كان هذا سينتشر إلى مناطق أخرى.
والمصدر الواضح الثاني للإيرادات يأتي من التسويق الاجتماعي. وهناك أمور كثيرة يمكن أن نتعلمها من تطبيقات الدردشة. فقد كانت سابقاتها من الشبكات الاجتماعية تخضع للتجربة من خلال مزج رسائل الرعاية ضمن حركة الاتصالات الشخصية – وهذا أسلوب مليئ بالمخاطر. والأمر الأكثر قيمة بالنسبة لشركات التسويق سيكون الرسائل التجارية التي يتبناها المستخدمون للنشر في شبكاتهم الشخصية. ومن المتوقع أن تصبح الملصقات والصور العملات المستخدمة في العلامات التجارية التسويقية لهذه الشبكات الجديدة.
ولا يعني أياً من هذا أن مستخدمي فيسبوك على الجوال، وعددهم 750 مليون مستخدم، سيتوقفون عن نشر صور أحبائهم. لكن في الفترة الأخيرة كانت فيسبوك تابعاً أكثر منها رائداً، من نسخها لسناب تشات إلى محاولتها في الأسبوع الماضي مواجهة تطبيق فاين لمشاركة الفيديو من تويتر. وفي الوقت الذي يقوم فيه الآخرون بدفع حدود الجوال، فإن البرامج الناجحة المقبلة في العالم الفيروسي على الإنترنت تبدو وكأنها آتية من أماكن أخرى.
اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

اهلا و سهلا بك نورتنا و تشرفنا بزيارتك

عربي باي