السبت، 8 يونيو 2013

العلاقة بين الشباب والتكنولوجيا

بسم الله الرحمن الرحيم



العلاقة بين الشباب والتكنولوجيا



يتمحور سلوك الاتصال والتواصل عند الشباب حول حاجتهم إلى الشعور بالانتماء والتميّز، ما يعنى أن أداة التواصل الاجتماعى ينبغى أن تدعم الدوافع العاطفية الأساسية، وأن تكون قادرة على التكيّف تبعًا للمرحلة العمرية للمستخدم. 
وبينما تواصل شريحة الشباب ابتكار أو تبنى أدواتها الخاصة بالتواصل الاجتماعي، يغدو التنبؤ بمستقبل آليات تواصل الشباب أقل ارتباطًا بمسألة تحديد الأدوات، مقارنة مع تحديد الطريقة التى يعملون فيها على تلبية احتياجاتهم العاطفية، وتبقى هذه الاحتياجات ثابتة مع مرور الزمن، وتدفع أنماط السلوك التى تقود بدورها الناس إلى استكشاف أدوات التواصل الاجتماعى وابتكار المساحات الاجتماعية، ومن جانبهم، يطّور الشباب شعور الانتماء عبر العواطف المتبادلة عوضًا عن الأدوات أو الأنشطة المشتركة. 
وفيما مضى، كان التدخين بمثابة أداة للتواصل الاجتماعي، أو وسيلة للتعبير عن الانتماء. أما اليوم، وفى ظل التراجع الذى تشهده شعبية التدخين، أصبحت التكنولوجيا وخاصة الهواتف المتحركة تعد من أكثر وسائل التواصل الاجتماعى شعبية وانتشارًا. وبالتزامن مع الاستخدام المتزايد للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية بين الشباب، أصبحت الرسائل النصية وموقع فيس بوك من أبرز وسائل التواصل الاجتماعى لدى هذه الشريحة. 
ومن وجهة نظر شريحة الشباب، بات مفهوم الإعلام الاجتماعى يتلخص فى موقع فيس بوك، وينطبق هذا الأمر أيضًا على مستخدمى الموقع من الشباب فى منطقة الخليج، والبالغ عددهم 3602820 مستخدمًا. وفى حين يعد فيس بوك من أدوات التواصل الاجتماعى المفضلة لدى الشباب، إلا أنهم يرون فيه أداة مكملة للرسائل النصية. ويفوق عدد أصدقائهم على فيس بوك عدد الأصدقاء الموجودين ضمن جهات الاتصال على هواتفهم المتحركة، ويتضمن ذلك متوسطًا قدره 55 جهة اتصال مقارنة مع متوسط يبلغ 265 صديقًا على موقع فيس بوك. ولكن الشباب بكافة الأحوال يميلون إلى الاعتقاد بأن وجود العديد من الأصدقاء على فيس بوك (كان معدل الحد الأعلى يبلغ 352 صديقًا) مسألة تدعو إلى الاستغراب. 
وفى حين يميل البالغون إلى تبادل المعلومات عبر التعبير عن آرائهم بوضوح، يقوم الشباب بالتعبير عن أنفسهم من خلال كلمات الأغانى أو الأقوال المقتبسة من الأفلام. ويستخدم الشباب موقع فيس بوك أيضًا بشكل عاطفى كامتداد لعلاقاتهم على أرض الواقع، فى حين يعمد البالغون إلى استخدامه بصورة عقلانية كبديل عن أشكال التواصل الأخرى، وقد ساهم استخدام الرسائل النصية وفيس بوك فى تغيير آليات المواعيد العاطفية بين الشباب، حيث يمكن ملاحظة التغيرات الأوضح فى عملية الملاطفة التى يتمثل الهدف منها فى طلب موعدٍ عاطفى من الطرف الآخر، وتتمثل النقلة الواضحة الأخرى فى حقيقة أن تغيير الحالة الاجتماعية على موقع فيس بوك إلى فى علاقة أو أعزب، يعتبر فى نظر الأصدقاء بمثابة تصريح رسمي. 
وبدورها، تشهد معدلات استخدام محادثات الفيديو بين الشباب ارتفاعًا ملحوظًا. فهذا النوع يجمع بين استخدامهم المتزايد للتكنولوجيا الرقمية والرغبة بالتواصل وجهًا لوجه، ويستخدم عند استحالة الالتقاء شخصيًا بالأصدقاء نظرًا لبعد المسافة الفاصلة بينهم، أو بسبب القيود التى يفرضها الأهل عليهم. ويعد ذلك أكثر شيوعًا بين الشباب الأكثر خضوعًا للقيود الأسرية مقارنة بالشباب الأكبر سنًا، الأمر الذى يصنفهم كمستخدمين رئيسيين لمحادثات الفيديو. وخلال هذه المحادثات، تتمثل الطريقة الأكثر شيوعًا فى استخدام هذه الخدمة فى التحادث بإقبالٍ قوى مع الطرف الآخر، ولكنه وسيلة شائعة أيضًا بين المستخدمين لأداء الفروض المدرسية أو الأعمال الروتينية فى نفس الوقت، وللتحادث بين الفينة والأخرى أو بغرض التسلية. وتشير التوقعات إلى أن الشباب سوف يواصلون استخدام محادثات الفيديو والرسائل النصية خلال المراحل التالية من أعمارهم. 
وفى المقابل، تعتبر المكالمات الصوتية بالنسبة لليافعين خيارًا مناسبًا أكثر للبالغين. ونظرًا لقلة تيقنهم من القوانين غير المكتوبة للمحادثات على الهاتف، يواجه الشباب صعوبة فى التعامل مع لحظات الصمت الغريبة على الهاتف، ولذلك يميلون إلى إجراء مكالمات مختصرة تستمر حتى أربع دقائق كحدٍ أقصى. 
وختامًا، تجدر الإشارة إلى أن تسليط الضوء على سلوك الشباب يشكل مؤشرًا مهمًا لمستقبل الأجهزة، وكذلك الأمر بالنسبة للتوجهات المستقبلية للتكنولوجيا والتواصل الاجتماعي، ومن الواضح أن الشباب والبالغين فى يومنا هذا يستخدمون ذات التكنولوجيا المتوافرة بصورة متباينة، ومع تقدمهم فى السن، سيبدأ الشباب باستخدام أدوات التواصل مثل المكالمات الصوتية ورسائل البريد الإلكترونى بنفس الطريقة التى يتبعها البالغون، بيد أنهم سيواصلون أيضًا استخدام أدواتهم المفضلة حاليًا مثل الرسائل النصية وفيس بوك ومحادثات الفيديو. وفى حين يمثل الشباب شريحة المستخدمين الرقميين الأساسيين فى يومنا هذا، إلا أنهم سيكونون مستقبلًا الشريحة التى ابتعدت عن العالم الرقمي، نظرًا لأن جيل المستقبل من المستخدمين الرقميين سيقوم بدوره بإرساء توجهات التكنولوجيا الجديدة.
 


اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

اهلا و سهلا بك نورتنا و تشرفنا بزيارتك

عربي باي