السبت، 8 يونيو 2013

الإرهاب الرقمي..تهديد دولي جديد

بسم الله الرحمن الرحيم


الإرهاب الرقمي..تهديد دولي جديد
.
يعد التطور العلمي والتكنولوجي من أحد أهم العوامل الفاعلة في انتشار جرائمالإرهاب عبر الإنترنت، فالإرهاب نوعان, إرهاب تقليدي وإرهاب جديد,ومن أهم أنواع الإرهاب الجديد هو الإرهاب المعلوماتي أو الرقمي الذي يتمثل في استخدامالموارد المعلوماتية، والمتمثلة في شبكات المعلومات وأجهزة الكمبيوتر وشبكةالإنترنت، من أجل أغراض التخويف أو الإرغام لأغراض سياسية. ويرتبط هذا النوع منالإرهاب إلى حد كبير بالمستوى المتقدم للغاية الذي باتت تكنولوجياالمعلومات تلعبه في كافة مجالات الحياة في العالم.
هناك فئات كثيرة من المجرمين يحاولون من خلال الإنترنت نشر رسائلهم الهدامة وأفكارهم السلبية أو إيجاد حالة من التطرف, واستخدامه كوسيلة للاتصال ببعضهم البعض, وتجنيد أكبر عدد ممكن من المتعاطفين مع أفكارهم, بل وصل الأمر إلى صناعة الإرهاب والعنف. حيث أن العديد من المنظمات والجماعات الإرهابية في مختلف أنحاء العالم احتلت جزءا كبيرا في شبكات الإنترنت, لبث معتقداتهم وأفكارهم في استخدام العنف والإرهاب والأسلحة الدموية. فهناك مواقع لتعاليم صناعة المتفجرات, والألغام, والأسلحة الكيماوية, ومواقع أخري تدعو إلي اختراق البريد الإلكتروني, والمواقع المحجوبة والتجسس الإلكتروني وطرق نشر الفيروسات, بدعوي القضاء علي الفساد. فقد شهدت شبكة الإنترنت مؤخرا تزايدا كبيرا لعدد المواقع التي تروج للفكر المتطرف والعنف والإرهاب فبعد أن كان عددها 12 موقعا فقط عام 1998, ارتفع إلي 4800 موقع عام 2007, ثم وصل إلى آلاف المواقع الآن. الأمر الذي أصبح يمثل تهديدا خطيرا للأمن القومي لدول العالم.
فمثلا نجد أن تنظيم القاعدة استطاع في السنوات الأخيرة الانتقال من عمليات الجهاد الميداني إلي عمليات الجهاد الإلكتروني من خلال شبكة الإنترنت ذات النطاق الأوسع, والتي تمكنه من إحداث اختراقات أمنية أكبر من خلال التجنيد والتعبئة عبر شبكة الإنترنت. ويذكر أنه في عام 2012 أعلنت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون عن نجاح خبراء الإنترنت في وزارة الخارجية الأمريكية, في اختراق المواقع الإلكترونية الخاصة بتنظيم القاعدة في اليمن, حيث تم اختراق مواقع إلكترونية لقبائل يمنية, وجعلوها تحل محل مواقع تنظيم القاعدة التي تتفاخر بقتل الأمريكيين. ووصفت كلينتون هذا الجهد الإلكتروني بأنة جزء من هجوم أكبر ومتعدد الجوانب على الإرهاب, الذي يتجاوز شن هجمات عسكرية, مثل الهجوم الذي اغتيل فيه أسامة بن لادن.
 
وفي تطور مفاجئ وخطير, أعلنت وزارة الداخلية السعودية منذ عدة أيام قليلة عن وجود ما يقرب من 8 آلاف موقع إلكتروني لتجنيد الإرهابيين, وعن تورط بعض الدول في الوقوف وراء بعض المنظمات الإرهابية, لممارسة الضغوط باتجاه دول أخري. وقد كشف الدكتور "سلطان الطيار" مستشار الشئون القانونية والتعاون الدولي بوزارة الداخلية السعودية عن أن المنظمات الإرهابية تستند في أعمالها على تجنيد الأشخاص, وتوصيل المعلومات عن تلك المنظمات من خلال المواقع الإلكترونية, حيث بلغ عدد المواقع الإلكترونية في عام 1998, التي تخصصت في هذا المجال حوالي 140 موقع فقط, أما الآن فأصبح هناك ما يقرب من 8 آلاف موقع إلكتروني. مؤكدا أن السعودية تتعاون أمنيا مع عدد من الدول للحد من مخاطر هذه المواقع. 
 
كذلك تزايدت مخاوف فرنسا مؤخرا من تلك القضية, فقد أعلن "مانويل فالس" وزير الداخلية الفرنسي أن التتبع علي شبكة الإنترنت يجب أن يكون أولوية لمكافحة الإرهاب,  ويرى أنه لابد من الكشف المبكر عن إشارات التطرف عبر الإنترنت, معتبرا أن شبكة الإنترنت أصبحت وسيلة ترويج للتطرف وتجنيد الإرهابيين, كما إنها أيضا وسيلة للتواصل بين الإرهابيين. مشددا على ضرورة تعزيز الإطار القانوني الذي تتدخل بموجبه أجهزة المخابرات.
 
وفي سياق متصل, أجرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية تحقيقا كشف أن وحدة مكافحة إحالة الإنترنت الإرهابية (التابعة لشرطة العاصمة اللندنية) قد أغلقت حوالي 2000 موقع إلكتروني يروج للأفكار المتطرفة منذ عام 2010. وأن هناك بعض الخبراء يقومون بتكثيف دخولهم علي المواقع الإلكترونية التي تروج للفكر المتطرف, بهدف إيجاد نوع من الرسائل المضادة من الناجين من عمليات إرهابية. وأوضحت الصحيفة أن الاهتمام بمواجهة الأفكار المتطرفة علي الإنترنت يشير إلي أنه أصبح هناك تفهم متزايد بأن الهجمات البسيطة التي تتم على نطاق صغير, تمثل تهديدا متزايدا.
 
جوجل ترفض إزالة المواقع المتطرفة:
رفض "أريك شميدت" المدير التنفيذي لشركة جوجل إزالة المواقع المتطرفة أو المتعاطفة مع التنظيمات المتشددة من محرك البحث العملاق, قائلا "إن وظيفة جوجل هي فهرسة كل ما يُنشر علي الانترنت, بغض النظر عن طبيعته, ولا يمكنه تحديد من الوهلة الأولى ما هو صالح وما هو شرير", مشيرا إلى أن فهرسة المواقع المتطرفة قد يساعد رجال الشرطة على تتبع المتطرفين والمتشددين, وجمع المعلومات عنهم. كما أن بعض المتطرفين وارد أن يكشفون عن نشاطهم من خلال الانترنت (لأنهم ليس لديهم ذكاء كافيا), الأمر الذي سيساعد السلطات الأمنية في الحد منها.
يٌذكر أنه صدر أمر قضائي أمريكي يلزم شركة جوجل بالسماح لمكتب التحقيقات الفيدرالية FBIبالحصول علي أية بيانات شخصية لمستخدمي جوجل, دون الحاجة لإذن قضائي, ويأتي هذا القرار تحت شعار "مكافحة الإرهاب".
أخيرا, نجد أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت الوسيلة المفضلة للجماعات والتنظيمات الإرهابية المتطرفة في الآونة الأخيرة, وهذا ليس بالأمر الهين أو السهل, بل أصبح محل اهتمام دولي واسع النطاق, لبحث كيفية التوصل إلي أساليب وتقنيات حديثة لمكافحة الإرهاب والتطرف من خلال الإنترنت, أيضا لمحاولة إيجاد أطر قانونية لتنظيم استخدام شبكة الإنترنت.  
اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

اهلا و سهلا بك نورتنا و تشرفنا بزيارتك

عربي باي